31 أغسطس 2011

الخطبــــة الأخيــــــرة حول القذافـــــي و العشيــــرة
 ذ. رشيد لعناني
،  الحمد لله وحده و الصلاة على من لا نبي بعده أما بعد
 فالحمد لله الذي أسقط الفراعنة و القياصرة و الكياسرة و الجبابرة. هذا في الدنيا قبل الآخرة فكيف بالقاصمة يوم النزول عن ظهر الساهرة؟ لمن الملك اليوم؟ (غافر 15) لا ظلم اليوم! (غافر 16) كلمات مدوية مزلزلة تزيد المومنين يقينا و تملأ الكافرين رعبا. أينك يا قذافي بعد هذه الشهور الخوالي من القتل بغير حق أو ذرة أسف. في أي جحر أم في أي سرداب تقبع؟ أين المرتزقة و الخونة و الظلمة و أعوان الظلمة؟ أين القصور و القباب و أشهى الأكل و أعذب الشراب و أبهى الألقاب و أغرب الثياب و أنواع السباب و عشرة الذئاب؟ ؟ ما بقي إلا الخراب و السراب و اليباب و السهام الصياب و مر العذاب؟ ما استفدت من مصاب العشيرة عن مقربة منك، منهم من فر ليلا مذموما مخذولا و منهم من نزل عن العرش ملوما محسورا و منهم من ينتظر؟! ألم تنتبهوا معي مبارك لعن و ما بارك و العادلي جار و ما عدل و زين العابدين ما زين شيئا و ما عبد و معمر خرب و ما عمر و سيف الإسلام حسام على الإسلام لا للإسلام و بشار أنذر و ما بشر! مسميات على غير مسمى فضحها العزيز القوي حين شاء قال سبحانه” قل اللهم مالك الملك توتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير”(آل عمران 26). قال أبو العتاهية: كل نطاح من الدهر له يوم نطوح ** نح على نفسك يا مسكين إن كنت تنوح ألم تسمعوا قط بأمثال هذه الأحاديث أم علا قلوبكم الران و طالها الختم فما صرتم تعرفون منكرا أو تنكرون معروفا؟ في الأدب المفرد – (ج 1 / ص 170) النسخة الإلكترونية 483 – حدثنا بشر قال حدثنا عبد الله قال حدثنا داود بن قيس قال حدثنا عبيد الله بن مقسم قال سمعت جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : “اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فان الشح أهلك من كان قبلكم وحملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم” قال الشيخ الألباني : صحيح و في مقدمة الحديث الرابع والعشرون من الأربعين النووية عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا…” اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان – (ج 1 / ص 812) ثم حَدِيثُ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ. و حدِيثُ أَبِي مُوسى رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله لَيُمْلِي للظَّالِمِ، حَتَّى إِذَا أَخَذهُ لَمْ يُفْلِتْهُ» قَالَ: قَرَأَ {وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}. عقود من الحكر و القهر و الظلم و الغشم و الضيم و قلة الحرية في سورية الأبية لابد و أن يبددها فجر العدل الذي يصنع بدماء الشهداء. لا بد من زكاة بشرية لتهنأ البقية. كم من عائلات أبيدت و أخرى هجرت في حماة وغيرها قبل هذا العهد؟ بلاد العلماء و الأولياء و الأنبياء تحكم بالنار و الحديد من قبل عصابات حزب البعث؟ يقتلون الأبرياء و يعذبونهم على مرأى و مسمع من العالم في العصر الإلكتروني عصر الشبكة العنكبوتية و التقنية العالية؟ كفاكم كذبا و استغفالا بل و استحمارا للشعوب و السعيد من وعظ بغيره و العاقبة للمتقين الصادقين. أتى قدر الله فلا معقب لحكمه و لا راد لقضائه. لكل نبأ مستقر و لكل أجل كتاب! قال الجبار “و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين” (القصص 4) و قال أيضا: “تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين”(القصص 83) رشيد لعناني