المقامــــــة الحمويـــــة
بقلم
ذ. رشيد لعنانـــي
قال الله جل في
علاه"هو الذي أخرج الذين كفروا من ديارهم لأول
الحشر ما ظننتم أن يخرجوا و ظنوا أنهم
مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا"(الحشر 2)
الخزي و العار على بشار الذي قتل بالحديد و النار الفئام بل الآلاف من
الأحرار في بلاد الشام بلد الأطهار و الأبرار، قتلوا بدم بارد من على سطح الدار
بالرصاص الحي الحار، أهينوا على مرأى و مسمع من الصغار و الكبار و بني الأصفر
الفجار الكفار. إنه حقا لمكر كبار؛ إنه غدر الغدار بقوم ولاه صحبه الأدبار و تركوا
يا للحسرة لقمة سائغة بين أنياب الأشرار. كيف لا تصاب بالدوار و الدم المسلم وديان
و أنهار؟ كل يوم دم سيال فوار لعٌزل مظلومين على يد جيش جرار، فالله المستعان أن يجتث
هذا العار. كيف لا تنهار و المساجد تستباح ليل نهار من عسكر ألفوا الدمار و عبدوا
بشار من دون الملك القهار؟
قيل لك تنح و اتركها للأخيار فسمعت و عصيت و طارت الأخبار توثق قتلك
بالجملة للأحرار. نقضت العهد و ذبحت عمدا شعبا مات كمدا.
هل لك في الجولان جولة أو على بني صهيون صولة أم تستأسد فقط على الطفــل و
الثكلـى و الأرملـــــة؟ حتــام هذه الشعـارات الفارغـــة و الخطابات الخاوية و
التصفيقات الكاذبة؟ أزف الرحيل البغيض فأعد للسؤال جوابا و للجواب صوابا و للصواب
إخلاصا.
زعمت أن بين الشعب و الحكومة فجوة، لكن الفجوة معك يا من لم يكتحل بنومة
منذ شهور عدة و نسي أن الفاروق نعم بغفوة تحت الشجرة لأنه عدل فما نبا سيفه نبوة و
لا آذى حتى هرة بل كان صمته عبرة و خلوته عَبرة بعد عَبرة لأنه رأى بعين البصيرة
يوم الحسرة يوم لا تنفع شفاعة و لا خلة.
ضعت بين الخالة و ابن الخال و أنيسة، لكن قريبا ستموت و لن تجد مؤنسا و
سيستريح منك العباد و البلاد و الشجر و الدواب. لن يشيعوك و لن يذرفوا عليك دمعة و
سيسقطون بعدك فردا فردا. لن تنفعك الأحلاف و لا الأجناد، لن تنجيك العساكر و لا
الدساكر. لن يحول دون الحمام الأعمام و لا أملاك الشام و ستذوب الألقاب من مثل
القائد الخالد و الرئيس الهمام.
العاقل الأريب و الناصح النجيب من يتعظ بغيره و الشقي من يوعظ به غيره و
لنتذكر جميعا و لنقل سبحان
الله ما وافق الاسم المسمى: بشار أنذر و ما بشر و من قبل معمر خرب و ما عمر و زين
العابدين أبدا ما زين و صالح أفسد و ما أصلح و مبارك لعن و ما بارك فهل من توبة
قبل الغرغرة أم تأخذنا العزة بالإثم فلا نفيق إلا و نحن في الحفرة؟