08 مارس 2011

http://tanjaljazira.com/ar/news.php?action=view&id=242


الثلاثاء 08-03-2011 03:07 مساء

خطبة القذافـــــي البــــار الوفـــــــي

ذ. رشيد لعناني

  أنا القذافي البار الوفي، ملك ملوك الفيافي، بالوعد لا أفي وعلى قتل شعبي لا أبدي أسفي، بل أشهر سيفي وعليهم أسلط سيافي، أدفع الذهب والورق للعوافي (الوحوش) ليذبحوا شعبي الوفي، فهم فئران بل جرذان، حياتهم حشيش ودخان، منهم الغضبان والحيران والجوعان و العطشان، مددت لهم يد العون والحنان فعضوها باطمئنان، أرخيت لهم العنان فألبوا علي الجيران و شكوني إلى الرحمان و تظاهروا في الميدان وأحاطوا بي من كل مكان، الآن الآن في باب العزيزية أنا غير فرحان، بل حيران ابن ولهان.
  أنا القذافي مالك الفيافي، حيرت أرباب القوافي بل أذهلت الأدباء والبلغاء والحكماء والعلماء والفقهاء والزعماء وأضحيت حديث السفهاء والوجهاء والرؤساء. كيف لا وأنا القذافي، لو عاصرت القرافي لأفتى بإخراجي رغم أنفي لأني حكمت على من أعول بسنين عجاف ورميتهم بثالثة الأثافي، ورغم الذهب الأسود الأكثر من كافي منهم من يعيش دون الكفاف.
  ألا تسمعون، ألا تفهمون؟ من قلبي الخاوي وفؤادي الحافي أكرر على مسامعكم، أنا أنا ملك ملوك الفيافي، لن أتنحى حتى أقطع دابركم و أبدد كل حلم زائف، لا تلقوا بالا للأراجيف فأنا سيدكم منذ عقود و الآن أسقيكم آبار السم الزعاف والموت الذعاف.
  ألا تستحيون تكدرون صفو خيمة القذافي التي تنصب على أرض الويلات الأمريكية تماما كما تنصب في القفار والفيافي وعلى القفاف؟ أنا لا تشيبني هود وأخواتها ولا تخيفني سورة الانشقاق أو الأحقاف، رائحة دم الآدمي لا تزكم أنفي، أنا عادم للإلف، محب للقذف والرشق و النتف والعصف.
  قال الصديق لقومه إن أخطأت فقوموني بالسيوف، و أنا أقول لكم احملوني على الأكتاف واضربوا بالدفوف، لست ملكا أو رئيسا لتعزلوني، أنا "الأخ" القائد لا أستحق الكلام النابي والعتاب الجافي.
  أستبق الضرب كي لا أضرب، من أدراكم فالطفل الرضيع الذي قتل قد يكون من القاعدة أم ترون لبلاهتكم أنه استثناء من القاعدة؟ على النقيض من فرعون أذبح الأبناء وأنحر الشباب ولا أستحيي النساء!
  قال فرعون ما علمت لكم من إله غيري و أنا ربكم الأعلى، أما أنا فعندي تضخم الأنا الأعلى، كيف تدركون المنى و العلا و تمشي حياتي أنا سبهللا، حاشا و كلا؟! اخترت ساحة الوغى و كرهت الورى و لم أستعد للموت و البلى، لم أبذل الندى و لم أكف الأذى، هتكت الستر من حولي و ألبت علي الأحبة و العدا. أهل الجزيرة كلاب ضالة نقضوا العرى وأرباب القلم يفترون علي الكذب(ا).
  لا أدري ما يفعل بي ولا كيف ألقى الباري وعبده النبي برئ مني الرجل الضعيف و القوي و الأرملة و الثكلى و الصبي، يا ويلي يا ويلي من يجيرني، من يعتقني، من يؤنسني يا ويلي؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق