الهذيــــــــــــــان و البهتـــــــــــان : ذ. رشيــــــــــد لعنـــــــــــاني

اعتزلت الكتابة طوعا لمدة اعتبرتها مؤقتة و احتجبت عن القراء الأعزاء فترة طويلة لأسباب أخالها وجيهة ، لكن واجب الوقت في هذا الظرف الحرج الذي تمر به الأمة بصفة عامة و مصر الكنانة بصفة خاصة أوجه و أولى و لا يترك مجالا لأمثالنا أن يبدوا الأعذار الواهية أو للعلماء حقا في التقاعس فلا يجوز لهم بحال تأخير البيان عن وقت الحاجة. ثم إن اهتمامنا بإخواننا أينما كانوا هو من صلب ديننا،  ففي البخاري من حديث أبي موسى الأشعري"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه" و فيه أيضا من حديث أنس بن مالك "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، ثم إن جهاد اللسان لا يقل رتبة عن جهاد السنان و لو أن كل مسلم لزم ثغره و لم يترك العدو يدخل منه لكفيت الأمة شر أهل الشقاق و النفاق.

ما يقع في مصر الحبيبة هو معركة بين الحق و الباطل و الهدى والهذيان و الإيمان و النفاق..والشيء الذي أثار انتباهي و حرك مشاعري هو الكم الهائل من الأكاذيب الذي تروج له جبهة الباطل بزعامة السيسي قاتل الأطفال و الكهول الركع السجود بدم بارد أمام الحرس الجمهوري. كذب مقرف لا يكاد يستساغ مع كل نفس، فمن قائل على قنوات الغدر و المجون أن الرئيس الشرعي المنقلب عليه فلسطيني الجنسية و أن المعتصمين المصريين الشرفاء في ميدان رابعة العدوية من حماس. وا عجباه،  إن هذا تلبيس لصفاء الطهر و شيطنة للمشهد ككل بل و تكلم بلسان الكيان الصهيوني الغاشم مقابل غنى زائل و جاه زائف؟!

حقا لقد ظهر للعيان الخبيث من الطيب و محص وفد الإيمان من ورد النفاق، ثم إنك تجد من يروج لكذبة أن معتصمي الخزي و الهوان يوم المؤامرة البغيضة يوم 30 يونيو كانوا 30 مليونا. لعل تاريخ اليوم غلب على عقولهم فأرادوا أن يضاعفوه مليون مرة! قالت مذيعة في أحد القنوات السيسية الصهيونية صبيحة السابع عشر من رمضان _ و لو أن الصورة لا تظهر في ميدان التحرير إلا عشرات المأجورين_أن 85 مليونا من مؤيدي الانقلاب سيفطرون سوية! سبحانك هذا بهتان عظيم.

و تتوالى مشاهد الكذب و الافتراء فالعلماء و الدعاة و عامة شرفاء الشعب إرهابيون و قتلتهم اشتهروا بنظافة اليد و نقاوة الضمير و القيم الإنسانية النبيلة العالية! ثم ألا يختلط عليك الغم و الحيرة و الذهول عندما يخفون الرئيس الشرعي محمد مرسي عنوة و يتهمونه بعد مدة طويلة بتهمة التخابر مع حماس؟ فما تهمة من يغازل الصهاينة إذن و يتودد إليهم و هم يعضون عليه الأنامل من الغيظ؟ لا عفوا هذا يعطى وساما من درجة فارس و إن كان لا يكاد يبين و يمنح جائزة نوبل للسلام و لو أنه خرب العراق و سلمه على طبق من ذهب لدولة الاستكبار العالمي و يستجدي بانكيمون لوضع "الإخوان المسلمون" على لائحة الإرهاب.

هل مهمة الإعلام هي التحريف و التزوير مقابل عرض من الدنيا قليل؟! ففي صحيح مسلم " يكون في آخر أمتي أناس دجالون كذابون يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم و لا آباؤكم فإياكم و إياهم لا يضلونكم و لا يفتنونكم". و الإعلام المصري الرسمي الداعم للانقلاب للأسف دجل و كذب و إضلال و استغفال، فالمصريون مضرجون في دمائهم و محمولون على نعوشهم و في نفس الآن أفلام الخنا و المجون و العري تبث على قنواتهم في نهار رمضان! كذلك، فهم يصفون بالعدالة الحكام الجائرين..و بالشجاعة الأغبياء الخوارين ابتغاء عرض من الدنيا عند هؤلاء و أولئك. (الشيخ محمد الغزالي المصري ص40 خلق المسلم) و قال رحمه الله أيضا" إن التزويركذب كثيف الظلمات، إنه لا يكتم الحق فحسب، بل يمحقه ليثبت الباطل، و خطره على الأفراد في القضايا الخاصة، و خطره على الأمم في القضايا العامة شديد مبيد"(ص42 نفس المصدر.) لو كنت على قيد الحياة الآن يا شيخ لرأيت كلامك متحققا رأي العين و لجادت قريحتك بأشد من هذه العبارات.

المجرم السيسي قتل لحد الآن 495 مصريا و مصرية و أصاب أكثر من 8000 و اعتقل أكثر من ألف و أنجز بمداد العار ثلاث مذابح و أغلق 7 قنوات إسلامية و حاصر 6 مساجد.. سبحانك هذا منكر عظيم! إنه هذيان و ترنح شديد للدجاجة و هي تتضور ألما من حر السكين على رقبتها و رعشة اللحظات الأخيرة لسمكة فارقت الماء فجأة. لا أظن أن عينيك تكتحلان بنوم إذ أن دماء الشهداء في المنام لك طاردة و في اليقظة عليك مشوشة، هذا إن كان لديك فضل إحساس و إلا فما لجرح بميت إيلام. أردتك شهوة الرياسة و أصابتك في مقاتلك السياسة التي لا يحسنها كل من هب ودرج. ماذا أنت قائل لهالة شعيشع، الأم لأربعة أطفال و الطبيبة التي لم تتم ربيعها الرابع و محمد عبد الرحمان الذي طالما تمنى الشهادة هو إخوانه؟ أعد للسؤال جوابا و للجواب صوابا.

أف للإنقلاب و الحزب الوطني و ألف أف على المسكين المأجور هامان العصر السيسي المغفل. إن عورة الإنقلاب ظهرت للجميع و سوأة المؤامرة انكشفت للغادي و الرائح. لا شيء مخبوء الآن و لا يمكن أن نغطي الشمس في رابعة النهار بالغربال. هناك استعداد حثيث للاستمرار في التكسب على حساب دماء المستضعفين و الحرص على المصالح لا يضمنه إلا الإنقلاب البغيض. أينك أيتها القوات المسلحة؟! دم الشعب مستباح على مرأى منكم..عار و ألف عار.

الحديث ذيله طويل و مظاهر الرجولة و الحرية و الكرامة لم تتجل في أبهى صورها إلا في رابعة العدوية و الميادين الموازية لذا سأختم بهذا المقطع الرائع و الماتع لشبكة رصد المغربية فلنفهم.

نجاح الإنقلاب فى مصر سيتبعه الآتي :
1 - إنقلاب عسكري فى تونس .
2 - إنقلاب عسكري فى ليبيا .
3 - وأد للثورة في سوريا .
4 - حرب إبادة في غزة .
5 - تجدد فكرة الإنقلابات العسكرية فى كل دول إفريقيا .
6 - تقسيم مصر حسب مخطط أمريكا و إسرائيل .
7 - القضاء على الربيع العربي تماما و إحباط لكل النزعات الثورية فى البلاد التى تعاني من الإستبداد و الفساد .
8 - تغول أمريكا فى المنطقة بكامل حريتها -فهى مهندس الإنقلاب الدموي.
9 - ضياع حقوق جميع الشهداء و الضحايا الذين قضوا فى سبيل تحقيق الحرية .
10 - ستتم كتابة تاريخ جديد لن يتحدث عن ربيع عربي ينشد الحرية .. بل عن مجموعات إرهابية مشبوهة سعت لقلب أنظمة الحكم .. و قام المخلصون من الشعب بإيقافهم عند حدهم و عودة أزهى عصور الديمقراطية و حقوق الإنسان . :

إضافة تعليق